تعاون استثنائي لإخماد حريق الهيايضة: التعاونية في قلب المواجهة

شهد إقليم العرائش خلال اليومين الماضيين حريقًا مهولًا اجتاح مساحات شاسعة من الغطاء الغابوي، خاصة على مستوى طريق الهيايضة، ما استنفر مختلف السلطات المحلية والأجهزة الأمنية والوقاية المدنية.

الحريق اندلع مساء الجمعة 27 يونيو 2025 قرب المحمية الطبيعية، قبل أن يمتد بفعل الرياح الشرقية القوية ودرجات الحرارة المرتفعة، ليطال الغابة المجاورة للطريق السيار ومحيط الكلية المتعددة التخصصات بالعرائش، مهددًا النظام البيئي للمنطقة.

أمام هذا الوضع الخطير، باشرت القيادة الإقليمية للوقاية المدنية تدخلات مكثفة، معززة بطائرات “كنادير” المتخصصة في إخماد حرائق الغابات، حيث قامت بطلعات جوية دقيقة لمحاصرة بؤر النيران.

في الميدان، عملت فرق الوقاية المدنية، السلطات الترابية، الدرك الملكي، القوات المساعدة، الأمن الوطني، ووحدات من القوات المسلحة الملكية، بتنسيق محكم للسيطرة على الحريق والحد من انتشاره.

دور استثنائي لتعاونية مقالع الرمال

برزت خلال هذه الأزمة الروح الوطنية العالية التي أبانت عنها تعاونية أرباب شاحنات نقل الرمال ومواد البناء بإقليم العرائش، برئاسة السيد مصطفى بن حمدان، حيث سخّرت التعاونية كل إمكانياتها اللوجستيكية والبشرية لدعم جهود الإطفاء.

تم تعبئة أكثر من 12 جرافة، و20 شاحنة محملة بصهاريج المياه، إضافة إلى عشرات المتطوعين من أعضاء التعاونية، الذين اشتغلوا جنبًا إلى جنب مع فرق الإنقاذ في مواجهة ألسنة اللهب ومحاصرتها، مساهمين بشكل فعال في منع انتشار الحريق نحو المناطق المأهولة والغابات المجاورة.

إشادة واسعة بروح المواطنة

وقد حظي هذا التدخل المواطناتي بإشادة كبيرة من طرف السلطات الإقليمية، المنتخبين، والهيئات المدنية، حيث اعتبروا أن ما قامت به التعاونية نموذج يُحتذى به على المستوى المحلي والوطني في مجال التكافل والتضامن خلال الكوارث.

وأشاد الجميع بالدور الفعال لرئيس التعاونية، السيد مصطفى بن حمدان، المعروف بمساهماته المتواصلة في مختلف المبادرات الاجتماعية والبيئية، مؤكدين أن مثل هذه النماذج تجسد بحق قيم المواطنة الحقة وروح التضامن.

السيطرة الكاملة… مع استمرار الحيطة والحذر

بفضل تظافر الجهود بين جميع المتدخلين، تمت السيطرة الكاملة على الحريق حوالي الساعة 23:30 من ليلة السبت، مع استمرار عمليات التمشيط وإخماد الجيوب الصغيرة، خاصة في ظل استمرار هبوب الرياح الشرقية وارتفاع درجات الحرارة، مما يحتم اليقظة لتفادي عودة اندلاع النيران.

جرس إنذار لموسم الحرائق

تُعيد هذه الكارثة البيئية تسليط الضوء على الحاجة الماسة إلى تعزيز منظومة الوقاية من الحرائق بإقليم العرائش، من خلال الاستثمار في البنيات التحتية، تقوية قدرات التدخل السريع، وتطوير شراكات استراتيجية مع الفاعلين الاقتصاديين والمجتمع المدني.

العرائش، مرة أخرى، تسجل صفحة مشرقة في سجل التضامن والتكافل، مؤكدة أن قوة المجتمعات تُقاس بقدرتها على التكاتف في مواجهة الأزمات.

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *